الجمعة، 28 أغسطس 2009

مبادرة "كتابي كتابك" تسعف مهند المحروم من أماكن اللعب في مخيم غزة

نشر: 19/8/2009 الساعة .GMT+3 ) 00:15 a.m )
|


سلافة الخطيب

جرش - لا يجد أطفال مخيم غزة في جرش سوى أزقة الشوارع وضفاف قنوات الصرف الصحي أماكن لممارسة بعض اللهو واللعب.

ويصف الطفل مهند الدهيني (12 عاما) الواقع الذي يعيشه وآخرون من أقرانه بقوله "لا توجد متنزهات وأماكن ترفيهية للأطفال في المخيم، وفي أغلب الأحيان نقصد الجبال المحيطة بنا لممارسة الرياضات المحببة".

وتبقى قراءة الكتب الهواية المحبذة لدى مهند حين يمل اللعب الذي لا يكون إلا تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف وتحت الأمطار في الشتاء.

ويجد مهند نفسه اليوم محظوظا مع اقتراب إنجاز مكتبة أطفال داخل المخيم توفر له الكتب التي تتناسب مع عمره، ومكانا يجمعه بالاصدقاء.

ومن شدة إعجابه بالمشروع، انضم إلى فريق المتطوعين بالمكتبة، وأخذ على نفسه عهدا بتشجيع رفاقه على ارتيادها.

ويأتي مشروع المكتبة استجابة لمبادرة "كتابي كتابك" التي أطلقتها المتخصصة بشؤون الانترنت المهندسة هناء الرملي بالتعاون مع مركز البرامج النسائية التابع لوكالة الغوث الدولية (الاونروا).

تقول هناء التي استطاعت ان تحصل على دعم المجتمع للمبادرة من خلال الاعلان عنها عبر موقع الفيس بوك "هدفنا إنشاء مكتبة أطفال في كل مخيم فلسطيني وحي فقير"، موضحة أن "الفكرة لقيت قبولا لدى لجنة مركز البرامج النسائية الذي تبرع بمخزن سيصار لتحويله الى مكتبة اطفال".

فكرة المبادرة تبلورت لدى هناء بعد ان "كبر أولادها، فوجدت أن مكتبة المنزل التي تضم حوالي 700 كتاب من قصص وكتب تعليمية يمكن الاستفادة منها عبر تعميم الفائدة على أكبر عدد ممكن من الأطفال والفتيان من خلال إنشاء المكتبات".

وتضيف هناء ان "المبادرة التي نشرتها عبر موقعها على الفيس بوك وصلت إلى ما يزيد على 8000 صديق، لقيت ترحيبا من الكثيرين الذين بادروا إلى عرض مساعداتهم ومساهماتهم، سواء كانوا مقيمين في المملكة أو خارجها ومن كافة الجنسيات العربية في الوطن العربي وبلاد الاغتراب".

وتعتقد هناء أن "المبادرة تهدف إلى التشجيع على ثقافة التطوع والتبرع بالكتب المقروءة، خصوصا كتب الأطفال، التي قد تكون موجودة في كل بيت، وأن نجاح المشروع يعتمد على تبرع الناس بالكتب المتوفرة لديهم ومساهمات دور النشر والمكتبات".

ولفتت الرملي إلى أن "نوعية الكتب التي ستعرض في المكتبة ستكون مخصصة للأطفال، من عمر 5 سنوات وحتى عمر 18 سنة، من قصص وروايات وكتب علمية وتاريخية وموسوعات وغيرها".

هناء ستواصل العمل على تعميم المبادرة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتصل "إلى جميع المخيمات والأحياء الفقيرة"، وتوضح أن "اختيارها لمخيم غزة جاء لتلبية احتياجات صغار السن، سيما وأن غالبية الاطفال هناك لا تتوفر لديهم أماكن للترفيه ولعدم وجود مكتبة أطفال عامة تمكنهم من القراءة والاطلاع".

وبينت هناء ان "العمل جارٍ على تجهيز مكتبة للأطفال، حيث تم الانتهاء من نقل مجموعة مكتبة الأطفال المؤلفة من 670 كتابا إلى مركز البرامج النسائية لحين الانتهاء من تأثيث المكتبة"، مشيرة الى ان "تزويد المكتبة بالأثاث المكتبي المتكامل من أرفف وطاولات وكراسي وغيرها جاء بمبادرة من مؤسسة عبد الحميد شومان".

ودعت الرملي أفراد المجتمع المحلي الى "إنجاح المبادرة عبر المساهمة في تزويد المكتبة بالمستلزمات المكتبية"، وهو الامر الذي أكدت أهميته رئيسة لجنة مركز البرامج النسائية جندية الدهيني"، التي اشارت الى "اهمية انجاح المشروع لأنه سيكون بمثابة فسحة أمل لأطفال المخيم الذين لا يجدون مكانا آخر يتيح لهم ممارسة هواياتهم والترفيه عن أنفسهم".

يذكر ان مخيم غزة أقيم كمعسكر "طارئ" سنة 1968 لاستيعاب 11500 من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة نتيجة للعدوان الإسرائيلي على القطاع واحتلاله سنة 1967.

ويبلغ عدد سكان المخيم الواقع على مساحة 750 ألف متر مربع حوالي 20.000 نسمة، بحسب مسح شامل أجرته وكالة الغوث الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبي عام 2007.

ولا يحمل أبناءه الجنسية الأردنية كباقي اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بل إنّ معظمهم لا يحملون أي إثبات للشخصية، حيث كانوا في البداية يحملون وثائق مصرية من السفارة المصرية في بداية إنشاء المخيم، وفي عام 1987 قامت السلطات الأردنية باستبدال تلك الوثائق بجوازات سفر تجدد لمدة عامين لفئة محدودة فقط.


للأعلى
[ طباعة] [ أرسل لصديق] [ تكبير الخط] [ تصغير الخط]

|

ان الآراء المذكورة هنا تعبر عن وجهة نظر أصحابها و لا تعبر بالضرورة عن آراء جريدة .

مبادرة هناء الرملي في إربد (وجدان حسن جراح - الأردن)
wegdanjar@yahoo.com
(19/08/2009 03:13:59 PM)
لمن يريد الإشتراك من محافظة إربد في مبادرة كتابي كتابك
الرجاء مراسلتي على الفيس بوك أو البريد الإلكتروني الذي ظهر

جزاكم الله خيراً... (علاء من مسقط - عُمان)
alaaonly@yahoo.com
(19/08/2009 02:13:14 PM)
ما أجمل أن تقدم الخير .. لمن هم في أمس الحاجة والعوز والمعاناة...
الشكر كل الشكر للقائمين على هذا المشروع ولجريدة الغد وللمهندسة هناء...
فعلاً سكان مخيم غزة بحاجة للدعم والرعاية وتوفير البنية التحتية والخدمات.. كذلك بحاجة لحل جذري لقضيتهم كلاجئين.. لا يحملون جنسية البلد الذي هاجروا منه ولا جنسية البلد الذي هاجروا إليه...
شكراً للحكومة ونتمنى مزيداً من الدعم والرعاية... ورمضان كريم.

a;v ,jr]dv (عوض - الأردن)
soletmh@yahoo.com
(19/08/2009 12:31:19 PM)
ليس بالخبز وحده يحيا الانسان

شكرا هناء (nedal - فلسطين)
gina.nedal@hotmail.com
(19/08/2009 09:30:35 AM)
كل الشكر والتقدير للمهندسةهناء..مع الاحترام للغد... وشكرا لكل المليارات العربيةولكل الانظمة الانسانية... فكل جائع في العالم نسقية كوب ماء وتحل القضية
للأعلى

جهد مشكور (عاصم ناصر - الأردن)
asem.naser@gmail.com
(19/08/2009 09:21:38 AM)
للقائمين على المشروع يعطيكم العافية وجهد مشكور
لجريدة الغد الغراء لك كل التحية لتغطية هذا النوع من الاخبار
اعتقد ان المبادرة تحتاج لتغطية اعلامية مستمرة
شكرا لكم

دور المؤسسات الخاصة في التنمية المحلية (حسام المغربي - الأردن)
moghrabi.hosam@gmail.com
(19/08/2009 09:09:35 AM)
مع البداية المتواضعة لهذه المبادرة ظهر مجددا الحاجة لتدخل المؤسسات الخاصة في انجاح مثل هذه الفكرة العظيمة التي ولدت و ترعرعت الكترونيا قبل ان تتحول الى واقع ملموس و اظهرت الباحثة هناء الرملي مجددا القدرة على تطويع الانترنت للمصلحة العامةعبر تجنيد و تشكيل اللجان التابعة لمبادرة كتابي كتابك و اقول هنا ان تدخل مؤسسة عبد الحميد شومان لتأثيث اول مكتبة هو البداية لتفاعل مؤسسات اخرى خاصة و عامة مع المبادرة لانجاحها

... (خلود خالد - الأردن)
kholoud_48@hotmail.com
(19/08/2009 08:45:55 AM)
نشكر جريدة الغد تسليط الضوء على هذه المبادر الجميلة ونتمنى أن تتضافر الجهود لانجاحها وتعميمها

هناء أنثى حقيقية (خود - الأردن)
kali@hotmail.com
(19/08/2009 08:29:51 AM)
واسي يا خيي واسي...هناء الرملي على راسي...هناء من أروع النساء على الكوكب...لكِ محبتي يا رائعة

مخيم غزة بجرش أول المستفيدين.. مبادرة " كتابي كتابك" لتحقيق حق أطفال المخيمات في المعرفة والحياة

مخيم غزة بجرش أول المستفيدين.. مبادرة " كتابي كتابك" لتحقيق حق أطفال المخيمات في المعرفة والحياة

الحقيقة الدولية ـ عمان – عبد الله الصوالحة

إضافة إلى كونها ناشطة في مجال ثقافة الإنترنت المجتمعية وكاتبة ومخرجة أفلام وثائقية متخصصة وخبيرة في مجال الانترنت المجتمعية، إضافة أيضا لكونها مهندسة مدنية لم تزل المهندسة هناء الرملي صاحبة مبادرات إنسانية تخطت مجال كونها أول من أنشأ موقعا إلكترونيا لرسام الكاريكاتير ناجي العلي ومصممة مجموعة مواقع (هناء نت) إلى صاحبة مبادرة وطنية إنسانية هدفها رفد المخيمات الفلسطينية والأحياء الفقيرة في الأردن بمكتبات للأطفال ممن حرموا من نقص الخدمات والتعليم.

فكرة ترى النور

وعن بداية هذه الفكرة تقول المهندسة هناء الرملي لـ "الحقيقة الدولية": "أتتني هذه الفكرة حين وجدت أن لدي مكتبة كبيرة بكتب الأطفال تزيد عن 700 كتاب بين قصص وكتب تعليمية، بعد أن كبر أولادي وودعوا طفولتهم وأصبحوا في مرحلة الشباب."

وتضيف المهندسة هناء الرملي "فكرت بأن تعم فائدة المكتبة على أكبر عدد ممكن من الأطفال والفتيان ممن حرموا من حق التعلم والمعرفة خارج حدود كتب المدرسة وأسوارها وفعلا قمت بالاتصال بمركز خيري تنموي في مخيم غزة جرش، هو مركز البرامج النسائية، مع مشرفة قسم الأنشطة الثقافية جندية الدهيني، ورحبت بالفكرة باعتبارها فكرة رائدة وحدثتني عن احتياج المخيم لمثل هذا النوع من الخدمات التنموية".

وفكرت أن أعمم تجربتي وأشجع الجميع على القيام بما قمت به، وكذلك حث دور النشر والمكتبات على التبرع بكتب أطفال لإنشاء المكتبات. فقمت بإطلاق المبادرة من خلال موقع الفيس بوك وإرسالها لقوائم الأصدقاء لدي والمجموعات، فوجدت صدى كبيرا وترحيبا منقطع النظير وإقبالا على التطوع بها بكافة السبل سواء بالكتب أم بالجهد والوقت والخبرات.

حق من حقوق الطفل

وعن الهدف من مثل هكذا مبادرات أضافت المهندسة هناء لـ "الحقيقة الدولية" الهدف من المبادرة هو "تحقيق حق من حقوق الطفولة الني حرم منها أطفال المخيمات الفلسطينية في المعرفة والحياة".

ولتحقيق مكتبة أطفال عامة في كل مخيم فلسطيني وحي فقير لأن ما عداهم مشمول بالخدمات والمرافق والمراكز الثقافية التي تكفي وتفي بالغرض المطلوب منها، وهنا يجب ان اذكر ان هناك العديد من الجهات الرسمية والخاصة من يقوم بمشاريع تنموية مختلفة ومتنوعة في الخدمات، تصب في مجال تنمية ورفع مستوى حياة أفراد المجتمع هناك.

وأشارت إلى "أن آلية العمل في المخيم ستكون بالبدء بالتأسيس في أول مخيم ثم الانتقال إلى المخيم أو الحي الذي يليه، حتى نقطع خطوتنا الأولى ونستمد القوة والخبرة منها للاستمرار بالمخيم الذي يليه وهكذا".

وعن الفئة المستهدفة من هذه المبادرة أوضحت المهندسة هناء أن "المستهدفين من هذه المبادرة هم الأطفال والفتيان، وهناك من النساء في مخيم غزة جرش تمنوا لو كانت هناك مكتبة للكبار أيضاً، بأمل ان تكون مكتبة الأطفال نواة لمكتبة عامة اكبر تشمل كافة الأعمار".

أما أنواع الكتب فهي كل أنواع كتب الأطفال بكافة تصنيفيها ولكافة الأعمار من قصص مصورة لقصص الأنبياء والأبطال وموسوعات علمية وتاريخية، وهي ما تتوفر في قسم الأطفال في أي مكتبة عامة أو خاصة.

أما بخصوص تقديم الدعم لهذه المبادرة من المؤسسات الحكومية او الخاصة او حتى وزارة الثقافة أوضحت المهندسة الرملي "لم نقدم على دعم بعد لأي جهة، وإنما تم عرض الدعم لنا من مؤسسة عبد الحميد شومان ـ عندما عرفوا بالمبادرة ـ بتوفير مستلزمات المكتبة من أثاث كامل وغيرها من المستلزمات، وهذا دور تأخذه مؤسسة شومان على عاتقها وقد قامت بالفعل بتأسيس العديد من المكتبات العامة في المدن النائية والقرى في الأردن وكذلك في فلسطين".

وعن الآلية التي يتم بها تجميع الكتب المتبرع بها وتوزيعها على المخيمات كشفت المهندسة هناء "للحقيقة الدولية" أن "فكرة المبادرة قائمة على اعتماد مركز خيري او جمعية خيرية لها شأنها ودورها في المخيم، كذلك أن يكون موقعها في منطقة حيوية في المخيم، والتنسيق معها بتوفير قاعة مناسبة لتكون مكتبة عامة للأطفال، ثم تجهيز المكتبة بمستلزماتها من أثاث مكتبي، ثم يتم نقل الكتب اللازمة والكافية لتكوين مكتبة أطفال، حيث سيكون هناك مسؤول عن المكتبة من العاملين في المركز الخيري او الجمعية. يشرف على عمل المكتبة كذلك سيكون للمبادرة لجنة لمتابعة عمل المكتبة بالشكل الذي تحقق هدف منها".

كتابي كتابك

وعن أعضاء هذه مبادرة "كتابي كتابك" تقول المهندسة الرملي انه "تم عقد اجتماعين بين أعضاء هذه المبادرة وقد أثمر الاجتماعان عن أفكار رائعة وحماس لا يوصف للعمل لتحقيق هدف المبادرة، ولتنسيق العمل وتوزيع المهام وتشكيل لجان للمهام، وطرح الأفكار والعمل على إيجاد سبل لتحقيقها. أما عن الأعضاء فهم اغلبهم من الخريجين من تخصصات مختلفة، وبعض طلاب الجامعات الأردنية المختلفة".

وعند السؤال عن انتقالها من عملها وهو خبيرة انترنت مجتمعية إلى العمل الميداني وخصوصا إلى عمل مثل هذه المبادرات أجابت المهندسة هناء أنها بدأت عملها كاستشارية في مجال ثقافة الانترنت المجتمعية كمتطوعة وناشطة بجهد ذاتي بحت، وأنا اعمل في مجال صناعة الأفلام الوثائقية، إضافة لكوني مهندسة مدنية، وفي الوقت الحالي أعمل على فيلم "المدونون الأردنيون" وقد قطعت شوطا كبيرا في مرحلة تصوير الفيلم، أما عملي في المبادرة فهو تطوعي جنبا إلى جنب مع عملي كصانعة أفلام وثائقية، لأنني لن أكون راضية عن نفسي إلا إذا كان لي دور ايجابي وفعال بحق أي طفل محروم من حقوقه.

وعن شخصية هناء الرملي الإنسانة كشفت لـ "الحقيقة الدولية" هناء الرملي ناشطة في مجال ثقافة الإنترنت المجتمعية، باعتباري كاتبة ومخرجة أفلام وثائقية متخصصة وخبيرة في مجال الانترنت المجتمعية، إضافة لكوني مهندسة مدنية.

لكني قبل كل هذا وذاك مجرد إنسانة محبة للناس وللطفولة خاصة، انتمي بولاء شديد وانتماء ووفاء وحب لمجتمعي وأفراد مجتمعي، والممتد من المحيط للخليج، كوني عربية انتمي لمجتمعي العربي الواحد، مهما مزقتنا الحدود وأبعدتنا المسافات.

المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان – عبد الله الصوالحة