الثلاثاء، 9 أبريل 2013

حول فيلمي ( الأيقونة ) عن حنطلة ناجي العلي ـ هناء الرملي


حول فيلمي ( الأيقونة ) عن حنطلة ناجي العلي ـ هناء الرملي

"حنظلة" في فيلم تسجيلي: الأيقونة التي تحمي من الانزلاق!
تاريخ نشر هذا المقال : السبت, 08.29.2009
في موقع صدى الوطن : صحيفة العرب في أمريكا الشمالية


في إحدى لقطات فيلم ناجي العلي (إخراج عاطف الطيب-1992) يعاني رسام الكاريكاتير الفلسطيني من أحلام وكولبيس تؤرق نومه، فيستيقظ مضطربا ويهرع إلى الورقة البيضاء ويرسم "حنظلة". تلك اللقطة كانت تدليلا على إحدى أهم اللحظات في حياة الفنان ناجي العلي.
خنظلة.. الأيقونة والرمز وربما الاسم الآخر لناجي العلي، سيتواجد على جميع اللوحات الكاريكاتيرية التي رسمها الرسام الفلسطيني. وحنظلة.. الطفل ابن السنوات العشر، لا يكبر ولا يتغير، وحنظلة أيضا.. هو الفلسطيني الذي يديم النظر إلى فلسطين، فيبدو وكأنه يدير ظهره للجميع.
بالتأكيد، تستحق مسيرة الفنان ناجي العلي فيلما يوثق لتجربته الشخصية والفنية، لما تنطوي عليه من تفاصيل درامية لشاب ريفيّ ألخص لقضيته فأصبح قامة وطنية مدججة بسلاح من نوع آخر.. خاصة في تلك المرحلة التي كان فيها الكلاشنكوف جزءا من صورة الفلسطيني. ناجي العلي كان من طينة أخرى.. كان يناضل بريشته ضد الأعداء والأصدقاء، ولذلك لم يتمكن من الدفاع عن نفسه حين هاجمه القتلة في لندن.. بل حتى أن القتلة لم يعرفوا الخوف في تلك اللحظة، لأن "الهدف" لم يكن مسلحاً إلا بلوحة. وأقسى ما في الأمر.. أن القتلة لم يعرفوا ان السبب وراء تصفية الفنان الفلسطيني كان.. رسومه!
اللوحة الأخيرة التي كان يحملها ناجي العلي في تلك اللحظة.. تقول: لا لكاتم الصوت. وناجي العلي قتل بمسدس مزود بكاتم صوت، فأية دلالة وراء ذلك؟!
المثير.. أن "حنظلة" الكائن الافتراضي يستحق فيلما أيضاً، وهذا ما فعلته الفنانة هناء الرملي التي أخرجت فيلماً تسجيليا بعنوان "حنظلة"، مدته عشر دقائق. وفيه تحاول الرملي استقصاء صورة حنظلة في أذهان الناس، خاصة وأن حنظلة تحول إلى رمز بجانب الرموز الفلسطينية الأخرى، كالكوفية، وشجرة الزيتون، وغيرها.
في الفيلم ترصد الكاميرا حنظلة-الأيقونة التي يعلقها البعض في أعناقهم، أو مع مفاتيحهم، أو على جدران منازلهم، وبعضهم وضعها وشماً على جسده.
أحد الأشخاص الذين ظهروا في الفيلم، قال ببلاغة ملفتة: إن حنظلة لا يدير ظهره لنا، لأنه غير مهتم بالقضية، بل هو يدير ظهره لنا لأنه إمامنا..
شخص آخر، قال: إن "حنظلة" كان أول من رمى الحجر، وهو بذلك يكون الملهم لانتفاضة الحجارة. وكان ذلك إيماء إلى إحدى اللوحات التي رسمها ناجي العلي قبل بضعة شهور من اندلاع الانتفاضة الأولى.
بعض أصحاب المحلات التجارية، قالوا إن الطلب على ميداليات حنظلة، مازال مستمرا. لا ينقطع الطلب على تلك الميداليات حتى بالنسبة لجيل الشباب، وهذا يعني أن حنظلة ما يزال رمزا وقيمة وأيقونة حتى بالنسبة للأجيال الجديدة.
حنظلة.. الضمير، أو الحقيقة الفجة التي تزعج الجميع وتحرجهم، ربما ما يغفر له أفعاله أنه ما يزال طفلاً في العاشرة، وغداً عندما يكبر سيتعلم كيف مؤدباً و"آدمي". ولكن ماذا لو لم يكبر حنظلة.. وهذا ما يحصل حقاً. طبعاً الطفل سيستمر بالإشارة إلى "الامبراطور" العاري، وسيضحك ملء قلبه، بينما الآخرون يمتدحون ثيابه الملكية.
حنظلة أيضا.. تعني المرارة في اللغة، وحنظلة الأيقونة وبطل لوحات ناجي العلي يشعر بالمرارة ويجعلنا نشعر بها.. طفل لا يكف عن المشاغبة واللعب بأعصابنا!
الفيلم متوفر على اليوتيوب، وعلى موقع ناجي العلي.

رابط المقال:
http://www.arabamericannews.com/Arabic/index.php?mod=article&cat=%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86&article=3684

الجمعة، 29 مارس 2013

ماذا تعني #FF على موقع تويتر ؟

ماذا تعني #FF على موقع تويتر ؟

هي عبارة عن HashTag يعتمده  المغردون أيام الجمعة
وهي اختصار لـ  FollowFriday 
 لكي ينصحوا متتبعيهم (Followers) 
بتتبع بعض الأشخاص الذين يجدونهم يستحقوا المتابعة.

الفكرة تمكن  المغردين في تويترـخصوصاً الجدد منهم ـ اكتشاف أشخاص مهمين 
على Twitterبهدف الإفادة و الحصول على معلومات.
كما يفضل عند استخدامها كتابة شرح موجز عن الشخص.



هل اقتنعت بهذه الفكرة؟ قم بتجربتها الآن،  ولاتنسى أن تنصح متتبعيك بمتابعتي @HanaaRamli م.هناء الرملي ناشطة وكاتبة في مجال ثقافة الإنترنت المجتمعي 
@h



الخميس، 28 مارس 2013

كيف تحصل على عمل في الفيسبوك تويتر لينكدان ؟

دليل الخمس دقائق لتحصل على عمل في مواقع الشبكات الاجتماعية:
 كيف تحصل على عمل في الفيسبوك تويتر لينكدان؟



كيف تحصل على عمل في الفيسبوك تويتر لينكدان؟
كيف تجد فرص عمل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ؟
كيف تصبح مدير مجتمع؟
كيف تصبح مدير الإعلام الإجتماعي أو مسؤول التواصل؟
كيف تصبح محرر أو ناشر عبر الفيسبوك أو تويتر ؟
كيف تصبح مزود لمنتج رقمي؟
إن أردت أن تحصل على وظيفة في هذا المجال، عليك إتباع الخطوات العامة الواردة في هذا الانفوغرافيك:


مراهقة كندية وحكم القضاء يحرمها من الفيسبوك


"لا تعرفان إلى أي درجة أرغب في خنقكما، فانتظراني لأن ساعتكما ستأتي عما قريب!"

هذا ما كتبته فتاة كندية 12 سنة على الفيسبوك مهددة اتنين من زميلاتها، فأبلغت والدة
إحدى الفتاتين الشرطة بهذه التهديدات.

حكم القاضي كندي بحرمانها من الفيسبوك لمدة سنةوأقرت المراهقة بذنبها في توجيه التهديدات.
ووضعت الفتاة تحت المراقبة لمدة عام وفرضت عليها 50 ساعة من أعمال المصلحة.

إلى أي درجة ينبغي أن نوجه الأبناء لكي نحميهم من الوقوع في مثل هذه المحاذير ؟
ولنحميهم من الوقوع ضحية لمثل هذه الأفعال؟

إنفوجراف معلومات شاملة حول المستخدمين العرب لموقع الفيسبوك

انفوجراف خاص بالمستخدمين العرب على موقع الفيسبوك





من خلاله يمكنك أن تعرف:
كم عدد مستخدمي الفيسبوك في كل من الأردن فلسطين لبنان سوريا الجزائر المغرب تونس  كل دول الخليج ؟

كم نسبة مستخدمي الفيسبوك نسبة لعدد سكان الدول العربية؟

كم نسبة زيادة عدد مستخدمي الإنترنت من عام 2012 وحتى عام 2013 ؟

ماهي الدول العربية التي يتصدر النساء استخدام الفيسبوك بها ؟

والأمور التي يقوم المستخدمين العرب على تحميلها واضافتها من خلال الفيسبوك؟

الخميس، 28 فبراير 2013

احذر مطب !! ..انتحال صفة المشاهير على الفيسبوك وتويتر ..





احذر مطب !! ..انتحال صفة المشاهير على الفيسبوك وتويتر ..

قد نفرح حين نرى اسم وصورة نجمنا المفضل بحساب خاص به على الفيسبوك وتويتر، وندهش لتواضعه وحواره البسيط مع الناس، وهذا أمر طبيعي لكن قبل أن نسارع بإرسال طلب صداقة له، أو مراسلته أو تصديق ما يقوله، علينا أن نستحضر الشك ونتسائل: تُرى هل هذا الحساب فعلا لنجمي المفضل؟! أم أنه حساب مزيف وهناك من ينتحل شخصيته؟! .. كذلك تصيبنا الدهشة عندما نرى حساب لشخصية سياسية أو إعلامية أو دينية على تواصل مع الناس من خلال هذه المواقع، وقبل أن نسرع في تصديقه وقراءة مايكتب من ملاحظات وآراء وإرشادات، علينا أن ندقق ونتأكد من أن صاحب هذا الحساب حقيقي وغير مزيف. أو أن الصفحة الخاصة بهذه الشخصية تتحدث باسمه وبعلمه ولا تدعي ذلك.

ويتعمد هؤلاء المنتحلين تقمص شخصيات ذات حضور بارز، سواء في المشهد الإعلامي، السياسي، الديني، الفني، والثقافي، حيث يتعرضون إلى عشرات المحاولات لانتحال شخصياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بلا أي رادع؛ فمن الشخصيات السياسية التي تم انتحالها، نجد باراك أوباما، وحسني مبارك، وبان دي مون، ومن الشخصيات الدينية الداعية الدكتور سلمان العودة والشخصيات الفنية ناصر القصبي وصابر الرباعي ولطيفة وأصالة وديانا حداد وغيرهم الكثير، و الشخصيات الرياضية اللاعب الهلالي ماجد المرشدي واللاعب المصري المعروف أبو تريكة.

وتتعدد الدوافع والأسباب لكنها كلها تتمحور حول ثلاث نقاط وهم: ضعف الرادع الأخلاقي، ضعف الوزاع الديني، وضعف الرادع القانوني، بمعنى الجهل بعواقب هذه الانتهاكات. وتنقسم الأسباب لتكون إما إجتماعية أو مادية، أما الإجتماعية فيمكن تلخيصها كالتالي:
ـ بهدف التسلية والعبث والتدليس.
ـ بهدف الإساءة إلى سمعة الشخصية والتشهير بها. وسرد قصص وهمية حولها.
ـ بهدف ترويج الإشاعات والأكاذيب، وهناك من قام بانتحال شخصيات لفنانين سوريين ومصريين، ونشر تصريحات ومواقف سياسية مفبركة معاكسة لمواقفهم وتصريحاتهم، كذلك نشر التحريض على أعمال كالشغب والفتن وغيرها. ومهاجمة السلطة أو مهاجمة الثوار.وقد حدث هذا مع الفنانين السوريين جمال سليمان وقصي الخولي.
ـ بدافع الانتقام والاستهزاء والتهكم.وهذا مايحدث لحساب خاص بباراك أوباما باللغة العربية  على تويتر حيث يبث تغريدات استهزاء وسخرية به وبالأحداث والشخصيات السياسية الأخرى.
ـ بهدف لفت الانتباه وجمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص يتابعون ويقرأون مايكتب وينشر.
ـ بهدف استغلال الثقة والسمعة الحسنة والانتفاع منها لأغراض مشبوهة.
ـ وهناك المهوسون بالفنانين الذين يجدون انتحال شخصياتهم طريقة للوصول إلى المشاهير.



أما الأسباب المادية: فتتلخص بالنصب والاحتيال والحصول على عوائد مالية بطرق غير شرعية.

ولا يمكن تجاهل ضعف الوعي وغياب التوعية للاستخدام الصحيح لهذه المواقع. 
أما ضعف الثقافة الحقوقية فهذه هي النقطة الأهم التي يجب لفت انتباه الكثير لها، أن انتحال صفة الغير على الإنترنت سواء أفراد من المجتمع أم شخصيات عامة من المشاهير جريمة يعاقب عليها القانون سواء في الواقع أو عبر مواقع الإنترنت، خصوصاً شبكات التواصل الاجتماعية كالفيسبوك وتوتير ولينكدان، وقد بدأت العديد من الدول العربية بسن القوانين الخاصة بالجرائم الإلكترونية والتي تعتبر انتحال صفة الغير من ضمنها. وقد تصل العقوبات إلى السجن لعدة أشهر، أو سنوات، إضافة لغرامات مالية كبرى خاصة في الحالات التي يكون بها ابتزاز وتشهير. كما أن إثبات الانتحال يخضع للأدلة الرقمية والتقنية، إضافة إلى الإستعانة بهيئات الاتصالات في الدولة التي يقيم بها مرتكب جريمة الانتحال.

وقد تمت محاكمة مهندس مغربي في عام 2008 بتهمة  
انتحال شخصية الأمير رشيد شقيق ملك المغرب محمد السادس على موقع الفيسبوك والحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام مع دفع غرامة مادية. ثم بعد فترة قصيرة صدر عفو ملكي عنه.


كذلك نجح المخرج المصري "خالد يوسف" في القبض على منتحلي شخصيته على الفيسبوك، بعد أن قام بابتزاز الفتيات جنسيا باسمه وتوريطهم في أمور غير لائقة بحجة اكتشافهم فنيا. كما تم إغلاق هذا الحساب المزور على الفيسبوك، ونجح بمساعدة الأجهزة الأمنية في القبض على منتحل شخصيته الذي حكم عليه بخمس سنوات مع الشغل والنفاذ وخمس سنوات مراقبة بعد تنفيذ الحكم.

أما حول طرق الحد من هذه الجرائم والانتهاكات، يتوجب زيادة الوعي لدى مستخدمي مواقع الشبكات الإجتماعية، بالتحقق والتدقيق قبل قبول طلبات الصداقة والتواصل، وفي حال انتابهم أي شك أو ريب في أن يكون الحساب مزيف، يجب تبليغ إدارة الموقع، وهناك طرق خاصة في كلا الموقعين الفيسبوك وتويتر يمكن للمستخدم إتباعها لهذا الغرض.

أما بالنسبة لمن يقع ضحية جريمة الانتحال فهناك العديد من الخطوات عليهم إتباعها أهمها:
ـ إبلاغ إدارة موقع الفيسبوك أو تويتر وإتباع الإرشادات التي تقدمها هذه المواقع لإلغاء الحساب.والحصول على معلومات منتحل الشخصية، ويتطلب الامر 
صورة رقمية للهوية الشخصية مع بيان موثق يؤكد هويتك، كذلك نسخة من تقرير الشرطة حول طلبك.



ـ الإعلان عبر وسائل الإعلام حول انتحال شخصيته.
ـ وضع روابط لصفحاتهم وحساباتهم الحقيقية في هذه المواقع في مواقعهم الخاصة ومواقع ذات مصداقية.
ـ رفع دعوى قضائية ضد من ينتحل شخصيتهم. 



الفنان المصري أحمد مكي لجأ إلى  وسيلة مبتكرة لينفي علاقته بحساب ينتحل شخصيته على الفيسبوك ويبث أخباراً غير حقيقية عنه بإطلاق فيديو كليب على اليوتيوب ينفي به وجوده على الفيسبوك، ويقول في الكليب "أنا ماليش أكاونت على الفيسبوك اسمه أحمد مكي.. خلوا بالكم من اللي بيعمل فيبسوكه فيسبوكي."



وفي نهاية المقطع يخبر بعنوان الموقع الخاص به. وقد وصلت رسالته للجميع وأصبح معجبوه مدركين حقيقة هذا التزييف.
هناك من ينتحل شخصيات أفراد من غير المشاهير في المجتمع لأهداف تتقاطع مع أهداف منتحلي شخصيات المشاهير، وقد يصل بهم الحد إلى الإضرار بسمعتهم وأعراضهم ومكانتهم، وتختلف الأسباب بحسب كل حالة،ويُعتبر انتحال شخصيات الغير بشكل عام، جريمة مركبة، يستحق فاعلها عقوبة تعزيرية شديدة، وتزداد عقوبتها بزيادة أضرارها، لما ينطوي داخلها من كذب وخداع وتدليس، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر حيث ينسب إليه ما لم يقله، مما قد يؤدي إلى النيل من حقوق أصحابها ومن أعراضهم وأموالهم.

م.هناء الرملي
خبيرة استشارية في ثقافة استخدام الإنترنت المجتمعي
hanaakitabi@hotmail.com
www.hanaa.net
. 

السبت، 12 يناير 2013

لن تكون قصة انتحار أماندا تود الفتاة الكندية جرس إنذار أخرس


لن تكون قصة انتحار أماندا تود الفتاة الكندية جرس إنذار أخرس

لن تكون قصة انتحار أماندا تود الفتاة الكندية جرس إنذار أخرس
لن تكون قصة انتحار أماندا تود الفتاة الكندية جرس إنذار أخرس 
                                                                                       م.هناء الرملي
“لقد قررت أن أخبركم بقصتي التي لن تنتهي أبداً”، هكذا بدأت أماندا تود الفتاة الكندية التي انتحرت يوم 10 أكتوبر 2012 سرد قصتها عبر مقطع فيديو على موقع “اليوتيوب”  وهي تحمل بيديها أوراق بيضاء كتبت عليها عبارات قصيرة، تقلبها ورقة ورقة بصمت لنقرأ رسالتها كاملة.
لم تكن أماندا تعلم بمصيرها المأساوي حين قررت وصديقاتها منذ سنوات حين كانت في الصف السابع التواصل مع الغرباء من خلال التشات عبر الصوت والصورة، حيث التقت بشخص مجهول، قام بالتودد إليها بكلمات الإطراء لفترة من الزمن،كان يطلب منها أن تكشف له جسدها، حتى استجابت له، وبعد مرور عام، استلمت أماندا رسالة تهديد عبر الفيسبوك حيث تمكن من الوصول إلى حسابها، يطلب فيها أن تتعرى له وجهاً لوجه، وإن لم تفعل سيرسل صورها لأصدقائها وعائلتها حيث تعرف على اسمائهم وعنوان بيتها ومدرستها من خلال الفيسبوك، لم تستجب أماندا لطلبه، وفوجئت هي وأهلها بطرق على باب بيتها في الساعة الرابعة من فجر أحد ايام إجازة عيد الميلاد من قبل رجال الشرطة يطلبون أماندا للتحقيق معها بعد أن أصبحت صورها في متناول يد الجميع، إضافة لوجود صفحة خاصة لصورها وهي عارية الصدرعلى الفيسبوك، ومنذ ذلك اليوم وقعت أماندا في دوامة من العذاب حيث أدمنت الكحول والمخدرات، حاول أهلها تغيير مكان السكن والمدرسة عدة مرات دون جدوى، كما أقدمت على عدة محاولات فاشلة للانتحار، وفي آخر محاولة لها وبعد عودتها من المستشفى وجدت رسائل كراهية على الفيسبوك بأنها تستحق الموت فأقدمت على شنق نفسها وفارقت الحياة.
إن خبر انتحار أماندا تود قد يسبب القلق لنسبة ضئيلة من الأهالي في الوطن العربي ممن سمعوا الخبر، كما أن نسبة ضئيلة من هذه النسبة سوف يتأثر ويخشى عملياً على أبنائه باتخاذ إجراءات وقائية ما، ونسبة ضئيلة من هذه النسبة أيضاً سوف يستمر بهذه الإجراءات. وقد تكون من ضمن هذه الإجراءات منع الأبناء من استخدام الإنترنت، وهذا هو الإجراء الأخطر حيث سيصبح مدخل الأبناء للإنترنت بطرق سرية بعيداً عن أعين الآباء.
لسنا بحاجة لـ “أماندا تود” عربية وسماع خبر انتحار فتاة عربية بسبب الإنترنت ليكون هذا بمثابة جرس إنذار لنا، كما أن هذا ليس مؤشر لوعينا، بل كون جرس الإنذار لدينا أصم وأبكم. فبالرغم من تزايد حالات الانتحار في الأردن في الأعوام القليلة الماضية، حيث تشير احصائيات رسمية صادرة عن إدارة المعلومات والمعلومات الجنائية أن عام 2011 شهد 39 حالة انتحار نتج عنها وفاة، أما محاولات الانتحار فقد بلغت 301 حالة، فيما سجلت 49 حالة وفاة بسبب الانتحار في العام 2010 أما محاولات الانتحار فقد بلغت 391 حالة. وفي كل الأحوال يُعزى السبب إلى الأمراض النفسية وأهمها الاكتئاب. مع إعتبار أن الكثير من حالات الانتحار تصنف نتيجة مرض أو حادث فالموت مصيبة فكيف وإن كان موت وفضيحة وهذه للأسف نظرة المجتمع السائدة.
حين يغيب الوعي لدى الأسرة حول أهمية الاستخدام الإيجابي للإنترنت والإلمام بمخاطرها حتى نجنب جميع أفراد الأسرة من الوقوع بها، تسود الممارسات الخاطئة على الإنترنت ويزيد احتمال تعرض الأبناء وهم يقضون ساعات طويلة في التواصل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم يومياً في الدردشة “التشات” ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى التحرش الجنسي والتهديدات والتي قد تصل إلى حد الابتزاز هذا على سبيل المثال لا حصراً للنتائج، إضافة لوصولهم لمرحلة الإدمان التي إن تطورت مع الكبير والصغير قد يصل به إلى الاكتئاب الذي قد يؤدي في أقسى حالاته إلى الانتحار. وعلى الأغلب يكون أسلوب الأبناء في استخدام الإنترنت مجهولا لدى الأهل وهم بمنأى عنهم  ووجود الفجوة الكبيرة بينهم وبين الأبناء في استخدام الإنترنت، إضافة إلى ذكاء الأبناء في التهرب من الرقابة المباشرة والغير مباشرة.
وإذا نظرنا إلى هذه الثلاثية ( الانتحار، المرض النفسي، والممارسات الخاطئة واللاأخلاقية على الإنترنت)، سنجد أن كل واحدة منها تدرج تحت ماينظر له المجتمع على أنه وصمة عار للعائلة، فيسعى الأهل إلى التكتم على أي تفاصيل تحاشياً للفضيحة وهم في مصابهم الكبير.
وكوني استشارية في استخدام الإنترنت المجتمعي يصلني بشكل دائم قصص واقعية من مجتمعنا أورد منها هنا قصة فتاة بعمر 16 عاماً طالبة مدرسة وقعت في الإدمان على تصفح المواقع الإباحية و لم تتمكن من التخلص منها، أخفت الأمر عن أهلها لكنها أسرت به لصديقتها في المدرسة التي سارعت بإخبار بقية الطالبات فتعرضت لهجمة شرسة منهن ونبذنها ومارسن عليها التنمر المدرسي فانعزلت عنهن وتراجع مستواها الدراسي وأصابها الاكتئاب كل هذا والأهل لا يعرفون مايجري لابنتهم. إضافة لقصة الفتاة 14 سنة التي تعرضت للتهديد بالاختطاف والاعتداء وملاحقتها في ذهابها وإيابها للمدرسة من قبل متحرش جنسي التقت به في قنوات التشات وأوهمها انه فتى بعمرها وقام بتصويرها بكاميرا الوب، فأصيبت الفتاة بالانهيار النفسي والاكتئاب، كل هذا دون علم من أهلها ومن أورد قصتها لي صديقة لها.
مثل هذه القصص التي حدثت وتحدث لا يتوصل إلى حقيقتها الإعلام لأنها توأد في حينها ستراً للشرف، وبالتالي لا جرس إنذار سيقرع ولا ناقوس خطر، ويبقى الوعي هو أساس الحياة السليمة للأسرة بعيداً عن مثل هذه الانزلقات الخطرة بحياة أبنائها والتي تودي بهم إلى الدمار والتهلكة. لابد من برامج مكثفة لتوعية افراد المجتمع حول ايجابيات الإنترنت وسلبياتها حول مزاياها ومخاطرها، توجه الأبناء لطرق استخدام بناءة، باعتبارها وسيلة تفتح لهم آفاق نحو المعرفة وتنمية المواهب والمهارات وتحقيق الذات.

م.هناء الرملي
خبيرة استشارية في ثقافة استخدام الإنترنت المجتمعي
hanaakitabi@hotmail.com
www.hanaa.net
.

انتحار، التحرش الجنسي ،المراهقات،الإنترنت، فيسبوك، كاميرا ، التشات، المحادثة ، التهديد،جريمة