الخميس، 28 فبراير 2013

احذر مطب !! ..انتحال صفة المشاهير على الفيسبوك وتويتر ..





احذر مطب !! ..انتحال صفة المشاهير على الفيسبوك وتويتر ..

قد نفرح حين نرى اسم وصورة نجمنا المفضل بحساب خاص به على الفيسبوك وتويتر، وندهش لتواضعه وحواره البسيط مع الناس، وهذا أمر طبيعي لكن قبل أن نسارع بإرسال طلب صداقة له، أو مراسلته أو تصديق ما يقوله، علينا أن نستحضر الشك ونتسائل: تُرى هل هذا الحساب فعلا لنجمي المفضل؟! أم أنه حساب مزيف وهناك من ينتحل شخصيته؟! .. كذلك تصيبنا الدهشة عندما نرى حساب لشخصية سياسية أو إعلامية أو دينية على تواصل مع الناس من خلال هذه المواقع، وقبل أن نسرع في تصديقه وقراءة مايكتب من ملاحظات وآراء وإرشادات، علينا أن ندقق ونتأكد من أن صاحب هذا الحساب حقيقي وغير مزيف. أو أن الصفحة الخاصة بهذه الشخصية تتحدث باسمه وبعلمه ولا تدعي ذلك.

ويتعمد هؤلاء المنتحلين تقمص شخصيات ذات حضور بارز، سواء في المشهد الإعلامي، السياسي، الديني، الفني، والثقافي، حيث يتعرضون إلى عشرات المحاولات لانتحال شخصياتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بلا أي رادع؛ فمن الشخصيات السياسية التي تم انتحالها، نجد باراك أوباما، وحسني مبارك، وبان دي مون، ومن الشخصيات الدينية الداعية الدكتور سلمان العودة والشخصيات الفنية ناصر القصبي وصابر الرباعي ولطيفة وأصالة وديانا حداد وغيرهم الكثير، و الشخصيات الرياضية اللاعب الهلالي ماجد المرشدي واللاعب المصري المعروف أبو تريكة.

وتتعدد الدوافع والأسباب لكنها كلها تتمحور حول ثلاث نقاط وهم: ضعف الرادع الأخلاقي، ضعف الوزاع الديني، وضعف الرادع القانوني، بمعنى الجهل بعواقب هذه الانتهاكات. وتنقسم الأسباب لتكون إما إجتماعية أو مادية، أما الإجتماعية فيمكن تلخيصها كالتالي:
ـ بهدف التسلية والعبث والتدليس.
ـ بهدف الإساءة إلى سمعة الشخصية والتشهير بها. وسرد قصص وهمية حولها.
ـ بهدف ترويج الإشاعات والأكاذيب، وهناك من قام بانتحال شخصيات لفنانين سوريين ومصريين، ونشر تصريحات ومواقف سياسية مفبركة معاكسة لمواقفهم وتصريحاتهم، كذلك نشر التحريض على أعمال كالشغب والفتن وغيرها. ومهاجمة السلطة أو مهاجمة الثوار.وقد حدث هذا مع الفنانين السوريين جمال سليمان وقصي الخولي.
ـ بدافع الانتقام والاستهزاء والتهكم.وهذا مايحدث لحساب خاص بباراك أوباما باللغة العربية  على تويتر حيث يبث تغريدات استهزاء وسخرية به وبالأحداث والشخصيات السياسية الأخرى.
ـ بهدف لفت الانتباه وجمع أكبر عدد ممكن من الأشخاص يتابعون ويقرأون مايكتب وينشر.
ـ بهدف استغلال الثقة والسمعة الحسنة والانتفاع منها لأغراض مشبوهة.
ـ وهناك المهوسون بالفنانين الذين يجدون انتحال شخصياتهم طريقة للوصول إلى المشاهير.



أما الأسباب المادية: فتتلخص بالنصب والاحتيال والحصول على عوائد مالية بطرق غير شرعية.

ولا يمكن تجاهل ضعف الوعي وغياب التوعية للاستخدام الصحيح لهذه المواقع. 
أما ضعف الثقافة الحقوقية فهذه هي النقطة الأهم التي يجب لفت انتباه الكثير لها، أن انتحال صفة الغير على الإنترنت سواء أفراد من المجتمع أم شخصيات عامة من المشاهير جريمة يعاقب عليها القانون سواء في الواقع أو عبر مواقع الإنترنت، خصوصاً شبكات التواصل الاجتماعية كالفيسبوك وتوتير ولينكدان، وقد بدأت العديد من الدول العربية بسن القوانين الخاصة بالجرائم الإلكترونية والتي تعتبر انتحال صفة الغير من ضمنها. وقد تصل العقوبات إلى السجن لعدة أشهر، أو سنوات، إضافة لغرامات مالية كبرى خاصة في الحالات التي يكون بها ابتزاز وتشهير. كما أن إثبات الانتحال يخضع للأدلة الرقمية والتقنية، إضافة إلى الإستعانة بهيئات الاتصالات في الدولة التي يقيم بها مرتكب جريمة الانتحال.

وقد تمت محاكمة مهندس مغربي في عام 2008 بتهمة  
انتحال شخصية الأمير رشيد شقيق ملك المغرب محمد السادس على موقع الفيسبوك والحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام مع دفع غرامة مادية. ثم بعد فترة قصيرة صدر عفو ملكي عنه.


كذلك نجح المخرج المصري "خالد يوسف" في القبض على منتحلي شخصيته على الفيسبوك، بعد أن قام بابتزاز الفتيات جنسيا باسمه وتوريطهم في أمور غير لائقة بحجة اكتشافهم فنيا. كما تم إغلاق هذا الحساب المزور على الفيسبوك، ونجح بمساعدة الأجهزة الأمنية في القبض على منتحل شخصيته الذي حكم عليه بخمس سنوات مع الشغل والنفاذ وخمس سنوات مراقبة بعد تنفيذ الحكم.

أما حول طرق الحد من هذه الجرائم والانتهاكات، يتوجب زيادة الوعي لدى مستخدمي مواقع الشبكات الإجتماعية، بالتحقق والتدقيق قبل قبول طلبات الصداقة والتواصل، وفي حال انتابهم أي شك أو ريب في أن يكون الحساب مزيف، يجب تبليغ إدارة الموقع، وهناك طرق خاصة في كلا الموقعين الفيسبوك وتويتر يمكن للمستخدم إتباعها لهذا الغرض.

أما بالنسبة لمن يقع ضحية جريمة الانتحال فهناك العديد من الخطوات عليهم إتباعها أهمها:
ـ إبلاغ إدارة موقع الفيسبوك أو تويتر وإتباع الإرشادات التي تقدمها هذه المواقع لإلغاء الحساب.والحصول على معلومات منتحل الشخصية، ويتطلب الامر 
صورة رقمية للهوية الشخصية مع بيان موثق يؤكد هويتك، كذلك نسخة من تقرير الشرطة حول طلبك.



ـ الإعلان عبر وسائل الإعلام حول انتحال شخصيته.
ـ وضع روابط لصفحاتهم وحساباتهم الحقيقية في هذه المواقع في مواقعهم الخاصة ومواقع ذات مصداقية.
ـ رفع دعوى قضائية ضد من ينتحل شخصيتهم. 



الفنان المصري أحمد مكي لجأ إلى  وسيلة مبتكرة لينفي علاقته بحساب ينتحل شخصيته على الفيسبوك ويبث أخباراً غير حقيقية عنه بإطلاق فيديو كليب على اليوتيوب ينفي به وجوده على الفيسبوك، ويقول في الكليب "أنا ماليش أكاونت على الفيسبوك اسمه أحمد مكي.. خلوا بالكم من اللي بيعمل فيبسوكه فيسبوكي."



وفي نهاية المقطع يخبر بعنوان الموقع الخاص به. وقد وصلت رسالته للجميع وأصبح معجبوه مدركين حقيقة هذا التزييف.
هناك من ينتحل شخصيات أفراد من غير المشاهير في المجتمع لأهداف تتقاطع مع أهداف منتحلي شخصيات المشاهير، وقد يصل بهم الحد إلى الإضرار بسمعتهم وأعراضهم ومكانتهم، وتختلف الأسباب بحسب كل حالة،ويُعتبر انتحال شخصيات الغير بشكل عام، جريمة مركبة، يستحق فاعلها عقوبة تعزيرية شديدة، وتزداد عقوبتها بزيادة أضرارها، لما ينطوي داخلها من كذب وخداع وتدليس، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر حيث ينسب إليه ما لم يقله، مما قد يؤدي إلى النيل من حقوق أصحابها ومن أعراضهم وأموالهم.

م.هناء الرملي
خبيرة استشارية في ثقافة استخدام الإنترنت المجتمعي
hanaakitabi@hotmail.com
www.hanaa.net
.