الأحد، 20 يناير 2008

ماما ॥ مين تشي جيفارا ؟




"ماما ॥ مين تشي جيفارا ؟"॥




م .هناء الرملي


فوجئت بهذا السؤال المباغت ذات مساء، من ابني المراهق ، لقد كبر وكبرت أسئلته، لطالما كنت مرجعاً موثوقاً به لأبنائي كأي أم على هذه الأرض ،عليها أن تكون حاضرة البديهة والمعرفة لتساؤلات الطفولة المباغتة الحافلة بالحيرة والدهشة والفضول ،بدءاً من سؤال الطفولة الملح :" ماما كيف انا خلقت؟" وحتى سؤاله المباغت في هذه اللحظة :"مين تشي جيفارا؟"، تابع قائلاً : "صورته على التي شيرتات وين ما كان ، شو السر ؟ ".



عادت بي الذاكرة لفضوله الطفولي و أسئلته البسيطة إلى حد تستعصي عليها الإجابات ، كم كنت أستثمر كل هذا لأعزز داخلهم حب الإطلاع والقراءة ، أجيبهم بما أمتلك من معرفة ،وأعدهم بإجابات أوفر لتساؤلاتهم في فسحتهم الأسبوعية المحببة إلى إحدى المكتبات الكبرى في عاصمة عربية كبرى حيث كنت أقيم ।

وفي قسم كبير خاص بكتب الأطفال المتنوعة ، يبحثون بمرح ولهفة بين أرفف المكتبة وصفحات الكتب عن إجابات لتساؤلاتهم ، يتصفحون الكتب على مقاعد مخصصة للقراءة على شكل ألعاب جذابة زاهية الألوان ، لينتقي كل واحد منهم كتابه الأسبوعي।

"ماما ما جاوبتيني ॥!! "..

أعادني بعبارته هذه من ذكريات الماضي، محدقة في عيونه التي تفيض براءة وشقاوة ، سنوات المراهقة لم تغير بهما شيئاً ، مثلما غيرت في وجهه، تلك الشعيرات التي ظهرت على خديه وخشونة صوته وقامته التي تجاوزت قامتي بكثير ، أجبته بما أملته علي معرفتي وذاكرتي ،وتوقفت برهة، هل أعِدهُ بزيارة للمكتبة لشراء كتاب يحتوي معلومات مفصلة عن تشي جيفارا كما كنا نفعل فيما مضى ، أم ؟ أم نلجأ إلى جوجل ؟؟

جوجل ـ محرك البحث العملاق على الإنترنت ـ قدم لي الإجابات على شاشة من ذهب، نعم خلال جزء من الثانية ظهرت نتائج البحث عن كلمة جيفارا 618,000 صفحة على الإنترنت ، تحتوي معلومات عن جيفارا ، كان أولها موقع موسوعة ويكيبيديا : "إرنستو جيفارا دِ لا سيرنا (14 مايو 1928 - 9 أكتوبر 1967) - ثوري
كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيديل كاسترو। يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين"




تدفق معلوماتي كبير في صفحة واحدة وروابط متشعبة للمزيد والمزيد من المعلومات، من سيرة حياة تشي جيفارا نجد اسم فيديل كاسترو ، هل تريد أن تعرف من هو فيديل كاسترو ؟॥ ماعليك سو الضغط على اسمه ليتدفق لك المزيد من المعلومات..

كانت عيونه على شاشة الكمبيوتر تمسحها بقراءة سريعة، تماما كمن يقلب سريعاً صفحات كتاب بيديه ،ثم التفت إلي قائلاً بحماس: "حتماً سأجد كتاباً عن حياة تشي جيفارا في المكتبة".



م।هناء الرملي



كاتبة وباحثة متخصصة في مجال ثقافة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات
مصممة ومديرة مجموعة مواقع هناء نت

ملاحظة تم نشر هذا المقال في جريدة الدستور الأردنية

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

وقعت على هذه المدونة بمحض الصدفة ، مقالات جميلة جدا وهذاالمقال هو الاجمل بنظري ، جميل ان يتعلم المرء من خبرات اصحاب ا لخبره ساكون على موعد مع جديدك دوما سيدتي .
محي الدين خيري

Hanaa Al-Ramli يقول...

الاخ الكريم محي الدين
اهلا بك دوماًفي المدونةوشكراجزيلاً لك .
تحياتي

Fady Salfiti يقول...

موضوع جميل بالفعل م.هناء
وفكرة جميلة ..لقد عثرت على الصفحة من خلال بحثي بالحقيقة عن كتب عن جيفارا طلبتها مني احدى الصديقات بالمهجر فدخلت ابحث ووجدت مجموعة جميلة ووجدت اسم جيفارا بجانب اسم هناء الرملي فاثار اهتمامي لاني اعرف منذ زمن نشاطك وابداعاتك الرائعة فدخلت اقرا وكان لا بد لي الا ان اعلق على المقال تقديرا لك ..
تيحاتي
فادي السلفيتي

غير معرف يقول...

مقال جيد عن غيفارا و عن كيفية استغلال الانترنات لاكتساب معلومات جديدة
انت دائما تمتعيننا بافكار و اراء شيقة سواء على الفيس بوك او على موقعك و المدونات
لكن لدي سؤال لماذا نحن مهتمون كثيرا بغيفارا في حين ان لدينا شخصيات عربية و اسلامية اهم منه و اكثر ثورية
و تمسكا بافكارهم و مبادئهم

وفاق شنيني , صديق من تونس

غير معرف يقول...

اعجبني الاسلوب في لفت الانتباه واجبار الشخص حبا وطوعا ان يذهب حيث توجهيه مشكورة انت وبالتاكيد سوف اقراء عن جيفارا