السبت، 19 يناير 2008

ذوو .. الفيس بوك

ذوو .. الفيس بوك



م।هناء الرملي

هو :أنتِ بالفيس بوك ؟
هي: فور شور.
هو:طيب آد مي.
هي:أوكى اليوم بعملك آد.
هو: على فكرة أنا آدمين على ثري جروبس .
هي: ريلي؟ اليوم بفتح بروفايلك وبشوفهم وبعملهم جوين.
هو: كمان انفايت يور فريندز تو جوين جروباتي.

حوار يدور في كل مكان لكنه فقط في هذا الزمان ، زماننا السريع المتغيرات والتقليعات على الإنترنت ، فمن غرف الشات الى منتديات الحوار ثم الهاي فايف والماي سبيس والمدونات وأخيرا تقليعة الموسم "الفيس بوك"।

الفيس بوك، وما أدراك ما الفيس بوك؟، هو موقع لشبكات العلاقات الاجتماعية من ابتكار شاب أمريكي من جامعة هارفارد، عمره 23 عاماً فقط، واسمه "جوكر بيرج"، وتقدر ثروته بالملايين ومن المتوقع أن تصل الى المليارت بعد ماقدر ثمن الموقع بست مليارات دولار، حيث يتنازع العمالقة جوجل ومايكروسوفت لشراؤه او شراء بعضاً من حصصه।

ما إن تصبح عضواً في الفيس بوك حتى تدرك كم هي العلاقات الاجتماعية متشابكة ومتداخلة ، حتى باتت الإنترنت ـ إضافة لكونها شبكة معلومات دولية ـ شبكات من العلاقات الإجتماعية المحلية منها و الدولية ، تقرب البعيد و تبعد القريب ।فقد يلحظ ذو"الفيس بوك" غياب صديقه وغياب مشاركاته وتفاعله ولا يلحظ غياب أخيه عن المنزل ، وقد يلبي دعوة حضور حفل ما وجهت له بالفيس بوك وينسى تلبية دعوة جدته على الغداء .و قد يلفت انتباه اشارة بوك poke وجهت له من أحدٍ ما ، ولا يلتفت لمن يشده من قميصه ويصرخ :"بابا".

حين أفكر بالفيس بوك ومن أين اُشتقت وأتت هذه التسمية،فترجمتها الحرفية بلغتنا العربية هي "كتاب الوجه"، يحضرني مجموعة من الأمثال الشعبية من تراثنا الجميل ،"الكتاب باين من عنوانه "، و"سيماهم في وجوهم" ،و"اللي انكتب على الجبين لازم تشوفه العين" ، لوجوه وعيون ذوو الفيس بوك سمات خاصة تدركها حين تكون ضليعاً بالفيس بوك، فالحملقة في الوجوه مع ابتسامة خفيفة في الأماكن العامة هي سمة من سمات ذوي الفيس بوك ، تعرفهم من ذلك التساؤل المكرر في عيونهم : "هل رأيت هذا الوجه في الفيس بوك من قبل ؟"


وكم من الشباب انغمسوا بالفيس بوك، أصدقاء مجموعات نشاطات حفلات برامج صور وفيديو وأبراج والعاب وموسيقى وملفات فيديو وبطاقات وكاريكاتورات والأخبار والهدايا،ترى كم واحد منهم حُرم في حياته الواقعية من السكن والعمل والصداقات والترفيه؟
هل تعكس صفحات ذوي الفيس بوك وبروفايلاتهم حقيقتهم وواقعهم كمرآة خالية من الخدوش والشروخ ، أم تعكس واقع مخيلاتهم واللاوعي لديهم؟ هل هو نوع من التجمُل الالكتروني المباح طالما لا يؤذي الغير ، تماماً كما هو التجمل الاجتماعي في الواقع ، ليكون كما يحب أن يكون ॥ الشخص الاجتماعي المحبوب المهيوب ॥ المهضوم الطيبوب।

م।هناء الرملي
كاتبة وباحثة متخصصة في مجال ثقافة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات
مصممة ومديرة مجموعة مواقع هناء نت
http://www.hanaa.net/

ملاحظة تم نشر هذا المقال في جريدة الدستور الأردنية

ليست هناك تعليقات: