السبت، 13 فبراير 2016

التحرش الجنسي الالكتروني يوقع بالفتيات والفتيان هناء الرملي كتاب 'أبطال الانترنت'


التحرش الجنسي الالكتروني يوقع بالفتيات والفتيان
 
الباحثة هناء الرملي تشير في كتابها 'أبطال الانترنت' إلى أن هناك 750 ألف شخص يتحرشون يوميا بالشريحة الناشئة عبر خداعهم بأسماء مزيفة.
 
ميدل ايست أونلاين
دبي - خاص
تحرش بصري ولفظي عبر وسائل الاتصال الاجتماعي
في كتابها الجديد "أبطال الانترنت" الصادر حديثا عن دار "الآن ناشرون وموزعون" تطرح الباحثة الأردنية والخبيرة الاستشارية في مجال ثقافة النت هناء الرملي موضوعا في غاية الحساسية تتناول من خلاله المشاكل التي قد تواجه الفتيان والفتيات إذ يشكلون الشريحة الأكثر عرضة للوقوع في شراك المجرمين عبر وسائط الانترنت المتعددة؛ نظراً لأنهم لا يدركون حجم الخطر الذي يتهددهم في فضاء مفتوح على كل الاحتمالات.
موضوع التحرش الجنسي عبرالانترنت الذي تصدت له الباحثة في كتابها هذا وفي أنشطتها المختلفة عبر وسائل الإعلام المختلفة واللقاءات الشبابية والندوات التي تشارك فيها أخذ حيزا كبيرا في الفترة الأخيرة ضمن اهتمامات المعنيين عن ثقافة الطفل والناشئة والمؤسسات التي تعنى بدراسة تأثير الانترنت على الفئات العمرية الأصغر سنا من الجنسين.
وقد أشارت الرملي في كتابها أن هناك 750 ألف شخص يتحرشون جنسياً بالأطفال عبر الانترنت وأن هؤلاء المجرمين كما أسمتهم الباحثة قد يتّبعون أساليب الخداع للإيقاع بضحاياهم، مثل مراسلتهم بأسماء مزيفة، وإيهامهم بأن أعمارهم متقاربة، والطلب منهم محادثتهم بالصوت والصورة أو اللقاء بهم على أرض الواقع، حتى إذا حصلت الثقة من الضحايا سهل عليهم الإيقاع بهم.
والتحرش الجنسي الذي تحدثت عنه هناء الرملي يشمل القيام بإرسال التعليقات والرسائل والصور والفيديوهات غير المرغوبة والمسيئة وغير اللائقة أخلاقيا إلى فئات عمرية صغيرة عبر الايميل والرسائل الفورية من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي والمنتديات والمدونات ومواقع وتطبيقات الدردشة الكثيرة على الانترنت، وبينت الباحثة في كتابها أنواع التحرش التي يتعرض لها الناشئة فهو تحرش لفظي عن طريق الرسائل المكتوبة، وبصري عن طريق الصور والفيديوهات، والتحرش بالإكراه وهو الابتزاز والاستغلال الذي يمارسه مجرمو النت مع الأطفال.
وقدمت الباحثة للآباء والأمهات دليلا للحماية والسلامة يعطى تصوراً عن العلامات والمؤشرات التي تدل على تعرض الأبناء للإساءة، وعرضت طرقا من حماية الوالدين لأبنائهم من التحرش الجنسي الاكتروني وقد ذكرت قصصاً واقعية حول البلطجة الالكترونية والتحرش الجنسي عبر الانترنت جمعتها الباحثة من جميع أنحاء العالم.
وأشارت الكاتبة إلى ارتفاع نسبة تعرض الأطفال والفتيات والفتيان إلى التحرش الجنسي في الآونة الأخيرة نتيجة استخدامهم الإنترنت وأجهزة الاتصال الحديثة مثل الهواتف التي تحوي اتصالاً بالشبكة العنكبوتية، مما يزيد من تعرضهم لجريمـة الاستغلال أكثر ومن دون أن يشعروا أحيانا ومن دون أن ينتبه الآباء والأمهات أيضا.
الناشئة هم الاكثر عرضة للتحرش الجنسي
وبينت الرملي ما يخلفه التحرش الجنسي من آثار سلبية في نفسية الأطفال والمراهقين فبعضهم يصاب بالدهشة والخوف والصدمة النفسية التي تتمثل في الخوف من الكبار، وتجنب النشاط الاجتماعي ما ينجم عنه انطواء الطفل على النفس، ودخوله في دوامة الاكتئاب وعدم الشعور بالأمان والراحة النفسية في بيئته المدرسية وتخلفه في دراسته، وقد تصيبه اضطرابات شديدة عند النوم وفقدان الشهية بالأكل، والوسواس القهري والتفكير بالعنف والانتقام، فبداية مرحلة المراهقة، أي الفترة التي يصل الطفل فيها إلى سن ما بين 10 و12 عاماً تكون بمثابة فترة حرجة في حياته، فيها تتكون شخصيته وميوله، فإن تعرض للتحرش في هذه الفترة الحساسة في حياته فإنه غالبا يتعرض لاضطرابا نفسية قد تتطور إلى أمراض نفسية وجسدية.
وعن الدافع التي جعلها تبحث في هذا الموضوع قالت الكاتبة على غلاف كتابها إن الشعور بالمسئولية تجاه الناشئين، وانتشار ظاهرة البلطجة الإلكترونيّة والتحرّش الجنسي في مجتمعاتنا العربيّة، من أبرز الدوافع التي كانت وراء إصدار هذا الكتاب حيث أن شبكة الإنترنت دخلت عالمنا العربي قبل أن تتهيأ الأسرة العربية لاستخدامها بطرق فضلى، مما يجعلها بحاجة للتوعية من أجل حماية الأبناء.
يذكر أن الباحثة الأردنية هناء الرملي خبيرة استشارية في مجال ثقافة استخدام الإنترنت المجتمعي، وفي مجال التشجيع على القراءة، وقد أسّست برنامج "ثقافة الانترنت المجتمعية" والذي انبثقت عنه مشاريع عدة آخرها مشروع "جيل الانترنت ثقة وأمان" في المدارس الخاصة والحكومية والمراكز الثقافية الاردنية، وهي مؤسسة ورئيسة جمعية "كتابي كتابك" لثقافة الطفل والأسرة، ومبادرة "كتابي كتابك" تهدف إلى إنشاء مكتبات عامة في المناطق الأقل حظاً ومخيمات اللاجئين وجمعيات الأيتام في الأردن والوطن العربي.
حصلت على لقب "Life Changer" من مؤسسة دياكونيا السويدية ومؤسسة إنقاذ الطفل السويدية وحصلت على جائزة تقديرية باعتبارها صاحبة أهم قصة نجاح ملهمة على مستوى العالم في مجال التشجيع على القراءة عبر مبادرة "كتابي كتابك" من قبل معرض جوتنبرج للكتاب، وهي كاتبة سيناريو أفلام وثائقية متخصصة، وقد أخرجت وأنتجت الفيلم الوثائقي "الأيقونة" عن فنان الكاريكاتير الشهيد ناجي العلي والذي تم عرضه في الكثير من دول العالم.
كما حصلت الرملي على لقب "المرأة التي تحارب الفقر بالكتب" من الصحافة السويدية الكبرى، وتم اختيارها من قبل إدارة "فيسبوك" كصاحبة قصة نجاح في استخدام موقع "فيسبوك" بطريقة فعالة وريادية في العمل المجتمعي التطوعي التنموي.

http://www.middle-east-online.com/?id=212882

 

ليست هناك تعليقات: