الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الإنترنت يوفر اتصالا من دون حواجز بين الجماهير والنخب


الإنترنت يوفر اتصالا من دون حواجز بين الجماهير والنخب
















فريهان الحسن

عمان- سهلت شبكة الانترنت التواصل بين البشر مستفيدين من التقنيات المتنوعة التي توفرها، فضلا عن أنها ألغت جميع أشكال الرقابة التي من الممكن فرضها على أي تواصل.

سياسيون وإعلاميون وشخصيات عامة لجأوا أخيرا إلى الشبكة العنكبوتية، وأسسوا لهم صفحات خاصة على المواقع التي يشترك فيها ملايين الناس، آملين في تواصل مباشر بعيدا عن الرقابة.

واستقطبت هذه المواقع أعدادا كبيرة من الناس من جميع أنحاء العالم، لتشكل "تجمعات اجتماعية" يعبر فيها الجميع عن آرائهم في مختلف القضايا المطروحة، بحرية تامة.

موقعا اليوتيوب وفيس بوك جاءا في مقدمة المواقع البارزة التي أنشئت فيها صفحات خاصة بالشخصيات العامة، والتي شهدت مشاركات وتعليقات عديدة من متصفحين.

جلالة الملكة رانيا العبدالله كانت من أوائل الذي التفتوا إلى الأهمية الخاصة لمثل هذه المواقع، لذلك فقد أسست لها قناة خاصة على اليوتيوب بهدف تعريف العالم بالوجه الحقيقي للعالم العربي والتخلص من الأفكار النمطية المعروفة عن العرب والمسلمين.

الفجوة الكبيرة بين الشخصيات العامة وبين الجمهور، يجدها اختصاصي الإعلام د.محمد المحتسب "تلاشت شيئا فشيئا". ويؤكد أن التدفق الخبري ألغى جميع أنواع الرقابات.

ويبين أن تبادل المعلومات بين هذه الشخصيات وفئات الشعب بات متاحا، وبالإمكان التعرف عليهم والتواصل معهم عن قرب، والتعبير عن المواقف.

ويشير إلى أن فئات الشعب شعرت بأن هذه النخبة أناس عاديون، يمكن لهم أن يتعاطوا مع أفكارهم الخاصة، وأن يطوروها ويستفيدوا منها.

قناة جلالة الملكة رانيا العبدالله على اليوتيوب والتي سجلت أكثر من 3 ملايين زيارة تهدف إلى فتح نوافذ الحوار وإزالة الصورة الضبابية المتبادلة بين الشرق والغرب، فضلا عن محاربة الجهل.

وتحاول جلالتها من خلال عديد من مقاطع الفيديو الخاصة بها إلقاء الضوء على حقيقة المشرق العربي، والمكانة الحقيقية للمرأة فيه، وتسليط الضوء على مشاركة المرأة المتزايدة في الشرق الأوسط في سوق العمل ونبذ الصور النمطية الخاطئة عن العرب والمسلمين.

بابا الفاتيكان بنديتكوس السادس عشر أطلق بدوره قناة خاصة على موقع اليوتيوب للوصول إلى جيل من الشباب المسيحي عبر استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، مبررا هذه الخطوة بأن الانترنت يوفر له تواصلا من دون أي تأثيرات رقابية.

الموقع يتضمن صوراً لأعمدة ميدان القديس بطرس كخلفية للفاتيكان مع ربط مباشر إلى الموقع الرسمي لرأس الكنيسة الكاثوليكية الذي يبدو في أعلى الصفحة، ثم تبدو طرق تحميل الفيديو الذي يظهر مقتطفات للبابا وغيره من مسؤولي الفاتيكان.

وأتاح الموقع فرصة للمتصفحين استخدام الموقع باللغات الإيطالية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، لمنح الشباب وسيلة مباشرة للوصول إلى تفكير وأفكار وكلام وأفعال البابا، وفرصة أخرى لمشاركة المعلومات مع أصدقائهم بأريحية من دون أي مخاوف رقابية.

المحتسب يؤيد وجود هذه المواقع، مبينا أنها تمثل فرصة أمام الجماهير للاطلاع عليها والتعبير من خلالها، مؤكدا أنها تمثل تحقيقا لما دعت إليه المواثيق الدولية بأن "الإنسان له الحق في أن يوصل صوته إلى الآخرين، وأن يصل إليه صوت الآخرين" عبر جميع الوسائل.

"الشبكة العنكبوتية فتحت آفاقا غير محدودة للتواصل بين الشعوب والنخب السياسية"، يقول رئيس جامعة الأميرة سمية د. هشام غصيب، الذي يؤكد أن "الانترنت أكبر وسيلة ثقافية واعلامية"، ذاهبا إلى أن الشبكة "أحدثت ثورة في عالم الاتصال".

ويرى أن المواقع التي تتضمن صفحات خاصة بالنخب السياسية والاجتماعية، فتحت المجال للإعلان عن نفسها، وأتاحت مساحة واسعة لانتقاد سياسة الشخصيات وأدائهم، أو الاشادة بهم وبجهودهم.

ويجد غصيب أن هذا الأمر ساعد في التقليل من الحواجز بينهم وبين جمهورهم، مبينا أن وجهات نظر الناس تظهر من خلال مشاركاتهم وتعليقاتهم، ومد جسور التواصل والتفاعل الاجتماعي، مع الأخذ بالاعتبار عدم الاساءة في استخدام هذه المواقع.

مدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي يقول إن "التواصل بين النخبة والجمهور طريقة فعالة لإيصال الفكر إلى الآخرين"، مستشهدا بفوز أوباما الذي لجأ إلى تلك المواقع لمخاطبة جيل الشباب.

ويبين أن المواطن عندما يعلق على هذه المواقع يشعر أن هناك مرجعية حقيقية، وتفاعلا مع أشخاص كان يشعر أن هناك مسافات كبيرة تفصله عنه.

ولكن الرنتاوي يربط نجاح هذا التفاعل، بالاهتمام المباشر من خلال النظر إلى ما يكتب والرد على التعليقات، لكي يستمعوا إلى ما يريد الناس قوله، مشددا على عدم اسناد مثل هذا الأمر للمسؤولين فقط.



وتشهد هذه المواقع مشاركات فاعلة، بحسب خبيرة التكنولوجيا هناء الرملي. وتبين أن هناك اقبالا كبيرا من الناس على تصفح هذه المواقع.

وتدلل على أهمية هذه المواقع بالاستفادة الكبيرة التي حظي بها الرئيس أوباما في حملته الانتخابية، وتحقيقه لنجاحات كبيرة خلال تفاعله مع الجمهور على الموقع الخاص به. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنشأ موقعا إلكترونيا خاصا به مع بداية حملته الانتخابية، شهد تفاعلا اجتماعيا من جميع شعوب العالم.

وعبر ملايين الأشخاص عن آرائهم ومقترحاتهم من خلال الموقع، ما أتاح لهم الفرصة أكثر في التعرف والاقتراب من شخصية أوباما وتوجهاته ومساعيه وطريقة تفكيره، الأمر الذي ساهم في توفير قاعدة شعبية ساهمت في فوزه بالرئاسة الأميركية.

وتجد أن الجمهور يهتم كثيرا بمعرفة أخبار النخب السياسية والقادة والرؤساء، وقراءة أخبارهم ومتابعة نشاطاتهم والتفاعل معهم من جميع دول العالم.

وشهدت هذه الصفحات مشاركة عشرات الآلاف من الناس، تستهويهم معرفة أخبار النخب السياسية، وطرق تفكيرهم والنشاطات التي يقومون بها، والتفاعل معهم باستمرار.

الناشط على شبكة الانترنت رامي عبدالله يؤكد أن صفحات اليوتيوب للرؤساء والفنانين باتت تشكل حالة فريدة من التواصل بينهم وبين متصفحي الانترنت.


ويرى رامي (20 عاما) أن تواصل الفرد مع شخصيات من هذا المقام كان محصورا عبر رؤيتهم من خلال نشرات الأخبار، بيد أن الوضع اختلف كليا مع ثورة التكنولوجا.

وتتصفح رنا نزار (18 عاما) باستمرار صفحة الملكة رانيا على موقع اليوتيوب. وتقول إن هذا التصفح أتاح لها فرصة خاصة للتعرف إلى شخصية الملكة رانيا، مؤكدة أن جلالتها لا تترك فرصة للتواصل مع الأجيال الشابة إلا وتنتهزها.

مدير شركة سيبيريا للانترنت وخبير تكنولوجيا المعلومات محمد منير، يؤكد على أن الانترنت اختصر المسافات كثيرا بين فئات الناس والنخب السياسية.

ويشير إلى أن الحوار بات مفتوحا عبر الشبكة العنكبوتية بين فئات المجتمع صغيرها وكبيرها، مبينا أن هناك نقدا هادفا وتفاعلا اجتماعيا بين الشعوب ونخبها اختصر من المسافات، لافتا إلى أن هذا الأمر كسر الحواجز التي كانت موجودة بين الطرفين.

ويذهب المحتسب إلى أن شهرة الأشخاص أو الأمكنة من القضايا التي تستأثر باهتمام المتلقين، والاستطلاع الدائم عنهم من خلال الشبكة العنكبوتية، مبينا أن هذا الأمر ساعد على ردم الفجوة التي كان يعاني منها القادة والرعية في إيجاد أرضية مشتركة تساعد في تماسك فئات المجتمع.

هناك تعليق واحد:

Räumung wien يقول...




مدونة مميزة
كل تقديرى واحترامى لكم ... :)