الخميس، 27 ديسمبر 2018

مواطنون يروجون للسياحة الداخلية على “فيسبوك” بمجهود فردي هناء الرملي

مواطنون يروجون للسياحة الداخلية على “فيسبوك” بمجهود فردي 

عمان – مع تطور تقنيات الهواتف الذكية أصبح من السهل أن ينقل الفرد ما يقوم به وما يدور حوله بسهولة وبحرفية، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعل الكثير من الأفراد يقومون بالترويج للسياحة الداخلية بشكل فردي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك والسناب شات.
وتتحدث عيناء علاء عن تجربتها في تصوير بعض المناطق السهلية في قرى الشمال والتي أبرزت جمال الربيع في المنطقة من تفتح الأزهار وازدياد الرقعة الخضراء في المناطق الريفية وتصوير المواشي والأبقار وتحميل تلك الصور على صفحتها الخاصة.
وتقول “لم اتوقع ردة الفعل”، إذ أن عدد متابعيها ازداد بشكل كبير وخصوصا بعد أن قام أصدقاؤها بإعادة مشاركة نشر هذه الصور مع الاشارة لها بانها مَن صوّرت هذه المناطق.
وتبين أنها تشجعت كثيرا بعد هذه المشاركة، وتلقت العديد من التساؤلات حول أماكن المواقع التي صورتها ما دفعها للقيام كل نهاية أسبوع بزيارة مكان جديد في الأردن والعمل على تصويره والترويج إليه.
ويرى  أحمد ماهر أن الترويج السياحي لبلدته الريفية البسيطة حق عليه، وهو يهدف إلى جذب الناس لزيارة قرية جديتا وخصوصا في الربيع، ويقول “تمتاز المنطقة بخضرة وفيرة وتفتح أزهار اللوز، والطرق الريفية الترابية ما يجعلها من أجمل المناطق في الاردن”. مبينا انه يقوم بتصوير تلك الجماليات مع بعض الاحترافية في التصوير لزوايا معينة ونشرها على الفيسبوك، ما يجعل من هذه الصور كنزا يسأل الجميع عنها، وخصوصا بعد تلقي عدد وفير من الأسئلة بحثا عن مثل هذه المناطق وكيفية الوصول إليها وكأنه دليل سياحي لبعض اصدقائه الفيسبوكيين من مدن أخرى ومناطق أخرى.
أما عبد الله صقر فبعد أن شاهد الكثير من أصدقائه يقومون بإشهار المناطق الخضراء في الأردن، ويروجون لها سياحيا فكر بزيارة صحراء الأردن ومناطق وادي رم وتصوير جمالها الساحر ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة مشيرا الى أن “للصحراء مكانة خاصة لدى العديد من الناس الذين يبحثون عن الراحة والتأمل، فالصحراء  مقصد سياحي للأوروبيين والخليجيين فهم من يهتمون بمثل هذه المناطق وزيارتها”.
أما أبو ورد فقام بترتيب رحلة مع عائلته لمنطقة الكورة بعد أن شاهد صورها منتشرة بشكل كبير على الفيسبوك، انبهر بجمالها وعمل على تصويرها وتحميلها على الفيسبوك والترويج لها.
ويقول”لا يمكن غضّ الطرف عن روعة منظرها واختلاف جغرافيتها بين جبال وهضاب وسهول خضراء ووفرة مياة، فهي تسر الناظر وتريح الزائر وكأنه يعيش بلا هموم، وحق الأردن على أبنائه الترويج لها”.
 وتقول خبيرة التكنولوجيا هناء الرملي “أن يرى الفرد مشاهد من بلده لم يرها من قبل بعيون وعدسة أبناء وبنات بلده، أمر جميل يبعث على الدهشة والإعجاب، وهذا ما يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل متكرر”.
وترى الرملي أن هذا يشجع على استكشاف أماكن ومناطق جديدة وتصويرها واطلاع متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي عليها.
وتضيف أن هذا يؤدي إلى تعاظم دور الأفراد مع الوقت لترويج السياحة وترويج أماكن ترفيهية وثقافية. ومن الأمثلة المهمة التي حدثت في عمان ويشهد لها الجميع هي فعاليات بوليفارد العبدلي الموسمية وما به من جماليات وديكورات مناسبة للموسم من أعياد أو شهر رمضان أو موسم الربيع وغيرها، والتي يلتقط كل زائر لها صورا مبهجة ومدهشة وينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تكون ردود الفعل بالإعجاب والسؤال الفوري أين هذا المكان وماهو؟، ليتزايد عدد زواره ويتضاعف يوما بعد يوم حتى يأتي نهاية الموسم بكثافة زوار كبيرة.
وكذلك الأمر بالنسبة للمراكز الثقافية والمعارض الفنية فلها إطلالات وأجواء رائعة، حين يتم نشر صورها من قبل الأفراد.
والأمر من وجهة نظر الرملي لا يقتصر فقط على أبناء البلد، فحين يأتي أصدقاء من الخارج يطلبون زيارة الأماكن التي رأوا صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبقيت أسماؤها في ذاكرتهم، لإعجابهم بها ورغبتهم في زيارتها حين تحين لهم الفرصة بذلك.
وتستذكر أن هذا ما يحدث معها عادة إذ تستقبل أصدقاء وأقارب لها قادمين من الخارج، يطالبونها بزيارة بعض المناطق التي شاهدوها عبر الفيس بوك، معتبرة أن هذا الأمر من ايجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو فعل متبادل بين المكان والإنسان، بأن يبهج المكان زائره ويقدم له توثيق هذه الذاكرة، وترويجا له كي يقبل عليه زوار جدد كعربون وفاء للمكان، كما يعزز هذا الأمر الانتماء للأماكن والبلد لدى الفرد، ويمنحه الشعور بالمسؤولية تجاه بلده، بأن يكون له دور إيجابي فعال مع تراكم مثل هذه المواقف والتجارب.
في حين يشجع مدير هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات فكرة الترويج السياحي الفردي، فالسياحة في الأردن وترويجها داخليا وخارجيا هي مهمة وطنية، الجميع مسؤول عنها،  ولا تقتصر على الدوائر الحكومية والجهات الرسمية رغم أهمية عملها.
ويرى أن المواطن الأردني الناشط على الفيسبوك والتويتر هو عبارة عن محطة إعلامية مهمة، فالكثير يملك عددا كبيرا من الأصدقاء والمتابعين ما يجعل كلماته البسيطة وصوره الجميلة محط أنظار ووسيلة لاستقطاب المهتمين وجعلهم زوارا في وقت قريب، وفي حال قاموا بنشر هذه الصور على صفحاتهم بات الترويج أوسع ووصل عددا أكبر بقدر بسيط من العناء.
وبعد تتبعه لمثل هذه النشاطات الفردية يلاحظ عربيات أن النشاط السياحي الداخلي لتلك المناطق التي لا يدخلها الزائر بمبلغ مالي ولو كان بسيطا لها طلب كبير وتوجه وكأنها مقصد سياحي من جراء هذا الترويج النشط والبسيط والعفوي والمحترف بذات الوقت.
ويشدد عربيات أن الهيئة متابعة للكثير من الصور التي تعرض عن الأردن وعن مناطقها الجميلة وعملت على التعاون مع بعض الأفراد الذين يقومون بتصوير مناطقها الجميلة وعملت على نشر تلك الصور وشرائها أحيانا.
وتعتزم هيئة تنشيط السياحة تنظيم مسابقة لأفضل فيديو تصويري وفوتوغرافي ترويجي للأماكن السياحية والجميلة في الأردن موجهة الى المواطنين متأملا تنشيط هذا العمل الفردي وتشجيعه.

ليست هناك تعليقات: