الخميس، 27 ديسمبر 2018

التنبيهات الصوتية للهواتف.. حالة من التوتر والترقب نتائجها قاتلة هناء الرملي

التنبيهات الصوتية للهواتف.. حالة من التوتر والترقب نتائجها قاتلة هناء الرملي


هناء الرملي
عمان- في بعض قوانين المرور، يعد استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة مخالفة، بينما لا يعد استعمال السماعات أو السبيكر مخالفاً، وكذلك استخدام الهاتف المحمول عند التوقف التام عند الإشارة الضوئية. على اعتبار أن مسك المقود بيد والهاتف بيد هو سبب فقدان السيطرة وردود الفعل على المقود.
لكن استخدام الهاتف نفسه يبدد التركيز، حتى وإن كان من خلال السماعات أو السبيكر، ويأخذ استخدام الهاتف أثناء القيادة أشكالا عدة، إضافة للمكالمات الهاتفية وكتابة الرسائل sms، هناك من يستخدمها في تطبيقات البث المباشر وهذه شائعة جدا؛ حيث يقوم السائق بتصوير نفسه وهو يتحدث عن موضوع ما، مثل خدمة البث المباشر في “فيسبوك” أو خدمة تطبيق “بيريسكوب” في “توتير”، أو “سناب شات”، أو حتى “انستغرام”.
كذلك هناك من يقوم بالدخول بحوار “تشات” كتابي مع فرد أو مجموعات، أو محادثات الفيديو بالصوت والصورة، أو قراءة منشورات مواقع التواصل الاجتماعي أو الرد على منشورات له أو لغيره، إضافة لتصوير السيلفي، وهناك من يستخدمه لمشاهدة مسلسل أو فيلم وغيرها.
إلى جانب أن الدراسات تفيد أن استخدام الهاتف النقال يقلل من ردود الأفعال ويسبب عدم التركيز، وهو الأمر الأكثر أهمية، أن احتمال تلقي خبر سيئ قد يؤدي صدمة تفقد التركيز بشكل كامل، كذلك الخبر الجميل، هناك من يستخدم الهاتف في مكالمات أو حوارات عاطفية تؤدي به إلى فقدان نسبة عاليه من تركيزه، وفي حال البث المباشر قد يتلقى عبارة مسيئة تسبب له الضيق والاضطراب والقلق.
إضافة إلى كون التنبيهات الصوتية التي تصدر عن تطبيقات التواصل أو البريد الالكتروني تؤدي إلى حالة من التوتر والترقب والتحفيز للاطلاع والرد عليها. أي أن الأمر لا يتوقف فقط على فقدان التركيز بسبب التواصل مع الآخرين عبر الهاتف، بل أكثر من هذا بكثير.
ازدحام الطرق المرورية وبقاء السائقين لفترات طويلة في مركباتهم، يزيد من احتمالات استخدام الهاتف النقال لتمضية الوقت، كذلك من يقودون مركباتهم لمسافات طويلة وفي طرق السفر والتي تكون أقل ازدحاما، كي لا يشعروا بالملل.
من المهم أن يكون هناك حملات توعوية في الشوارع والأماكن العامة وفي وسائل الإعلام.. حول خطورة هذا السلوك، على أن تكون حملات توعوية ذكية ومتقنة كي تكون مقنعة وتؤتي ثمارها.
إضافة إلى تشديد العقوبات القانونية كي يلتزم الجميع وتأمين الحماية لهم ولغيرهم من المركبات والمشاة في الطرق وعلى الأرصفة.
كما نصح الأفراد بوقف التنبيهات الصوتية التي تصدر عن التطبيقات أو وضع الهاتف على الصامت، عدم وضع الهاتف بمتناول يدهم أثناء القيادة، أن يبعدوه عنهم، على ألا تكون الشاشة مرئية لهم.
في الازدحامات المرورية والمسافات الطويلة، يمكن إشغال النفس بأمور أخرى كالاستماع إلى برنامج إذاعي أو موسيقى محببة أو غيرها.
الاعتذار المباشر للجميع بعدم إمكانيته استخدام الهاتف أثناء القيادة.. يمكن كتابة رسالة اعتذار عن عدم إمكانيته تلقي المكالمة لإرسالها، ووضعها كمسودة لتكون جاهزة للإرسال وقت ما يشاء، كي يعذره المتصل ويتوقف عن تكرار الاتصال.
من يستخدمون تطبيقات البث المباشر أثناء القيادة لأهداف التسلية أو التوعية أو غيره، لن يبدو الأمر لائقا لمتابعيكم وستمنحونهم انطباعات سيئة عنكم، كما أن الرسائل المكتوبة التي تردكم بالتأكيد ستشتت تركيزكم، وإن كانت رسائل سلبية لكم هي حتما ستسبب الضيق والتوتر.
هناء الرملي
خبيرة استشارية في مجال ثقافة استخدام الإنترنت

ليست هناك تعليقات: